أولي خطوات الادمان بأنها تبدأ بالتدخين ويليها أدمان المواد المخدرة بأنواعها المختلفة ولقد انتشرت عادة التدخين في المجتمع بين جميع طوائفه في الفترة الاخيرة ,
بشكل ملحوظ والأخطر أنها تتصاعد بين الاطفال والشباب والدليل علي ذلك ما أثبته التقرير الذي ناقشه مجلس الشوري بتدني سن بداية التدخين إلي9 سنوات ,
وبدء التعاطي من11 عاما بينما يتراوح في السابق مابين40 و30عاما.
مؤشر استخدام المخدرات في الفئة العمرية فوق15 سنة من64% إلي30%, وقد تمكنت الادارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط ما يزيد علي21 ألف قضية مخدرات ,
منذ بداية العام الحالي وكذلك تم ضبط384 مليون قرص ترامادول وان تكلفة الإدمان في مصر تصل إلي13 مليار جنيه في العام الواحدا لارقام لاتكذب ولا تتجمل ,
ولكنها تأخذ بأيدينا لنقف وجها لوجه امام واقعنا الذي تضعه السطور التالية علي مائدة الحوار امام الخبراء والمتخصصين في المجالات المعنية بالقضية ليتناولوها بالبحث والتحليل..
والمشكلة الصحية في التدخين وأدمان المواد المخدرة أن أثارها الجانبية تراكمية تزداد بالكميات المتعطاة ,
وعدد سنوات التعاطي ولذلك يختلف العمر الطبيعي المسجل في الاوراق الرسمية للمدمن والمدخن عن عمره الصحي وعلميا يعد أفضل عمر ما بين40:20 عاما ,
ولكن في حالة الادمان المبكر يصبح المدمن في هذه السن منهكا صحيا وجسديا وتتراكم عليه الامراض والعلل فالتدخين يؤثر علي كل أجهزة وأعضاء وأنسجة الجسم ,
ونفس الكلام ينطبق علي المواد المخدرة التي تدمر الانسان عقليا وجسمانيا ويصبح محاطا بحزمة من الامراض الخطيرة ,
بعضها أخطر من السرطان فالدخان الناتج عن السجائر أو الشيشة أو السيجار أو المخدرات يؤدي إلي الاصابة بمرض الضيق الشعبي الهوائي المزمن المعروف باسم :
(السدة الرئوية) ,
وهو ما يؤدي إلي ضيق وانسداد في الشعب يصعب معه التنفس والقدرة علي السير ويقلل من القدرة الانتاجية للفرد خاصة في الاعمال الحرفية التي تحتاج إلي كفاءة بدنية.
وتزداد نسبة الاصابة بالسكتات الدماغية إلي9 أضعاف بين المدخنين والمدمنين هذا إلي جانب الاصابة بضغط الدم وأمراض شرايين القلب ,
وكذلك أنواع السرطان وضعف الخصوبة وقلة التركيز وتشتت الذهن مما يؤثر علي الأداء والاستذكار.
ويضيف الدكتور محمد عوض تاج الدين ـ أن سوء استعمال الادوية الصيدلانية ومنها عقار(ترامادول) في الادمان يعد استخداما للدواء في غير موضعه الطبيعي لانه دواء مسكن للآلام الشديدة والحالات الحرجة ,
ولا يصرف إلا بصفة طبية ولكن في الفترة الاخيرة استخدم بشكل سلبي وبصورة غير منضبطة بين المدمنين لتغييب العقل خاصة إنه رخيص السعر ,
وأصبح التهريب هو السبيل الامثل لوصوله للمدمنين ـ تم ضبط حوالي250 مليون قرص ترامادول مهربا ,
ولقد أثر ذلك علي صعوبة حصول المريض الحقيقي علي دوائه والخطأ هنا ليس في الدواء أو النظام الصيدلي فهناك لجان رفيعة المستوي بوزارة الصحة تضع نظم صرف دقيقة جدا ولكن المشكلة في التهريب.
أما بالنسبة لعلاج قضية الادمان فهي تحتاج إلي علاج مجتمعي وليس حكومي أو شرطي فيجب أن تتكاتف جهود الأسرة مع المدرسة مع المجتمع المدني ,
وتتشارك مع الدولة في القضاء علي الادمان ولنبدأ بأنفسنا في ضرورة تفعيل قانون منع التدخين في الاماكن غير المسموح بها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق